إيران في سوريا: مخطط الهيمنة الإقليمية وتغيير موازين القوى في الشرق الأوسط

ملخص تنفيذي

تدخلت إيران في سوريا كأول دولة خارجية في نهاية 2011 لدعم النظام الحاكم، وذلك لاستغلال الأزمة التي تمر بها سوريا في زيادة نفوذها في الشرق الأوسط وتوسيع الهلال الشيعي الذي عملت على تحقيقه طوال العقود السابقة منذ قامت الدولة الإسلامية الإيرانية. كان لإيران أهداف سياسية واقتصادية ودينية وعسكرية دخلت سوريا لأجل تحقيقها، وقد كان من المحاور الأساسية لها أن تدعم نظام الأسد لكي تحافظ على الموالاة لها وتستغل الموقع الاستراتيجي لسوريا الذي يقع بين الدول التي لديها نفوذ عليها. ومن الطرق الأساسية التي قامت بها لتحقيق ذلك هو وضع مليشيات عسكرية مدعومة من قبلها داخل سوريا لدعم النظام الحاكم وتوفير الحماية لممرات برية تستغلها إيران بين الدول التي تسيطر عليها. وقد ركزت الدراسة على توضيح عدد هذه المليشيات وأسمائها وأماكن تواجدها داخل سوريا. ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة: تدخلت إيران عسكريًا في سوريا منذ بداية الأزمة السورية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وقد رفعت بالتدريج تدخلها العسكري عن طريق حزب الله اللاعب الرئيسي لإيران هناك، ومليشيات يزيد عددها عن مائة ألف عنصر تحت أكثر من 70 لواء، كلها يدعم أهداف إيران في توفير الحماية للطريق البري الذي أنشأته بين إيران إلى لبنان مرورًا بالعراق وسوريا. في حين توصي الدراسة بعدة توصيات منها: تحليل مخطط إيران في تحويل الشرق الأوسط إلى قواعد شيعية تخدم ولاية الفقيه والدولة الإسلامية الإيرانية، وسُبل عملها على تحقيق هذه الفكرة، سواء عن طريق النفوذ العسكري الذي فرضته على الدول التي وقعت في حروب أهلية مثل سوريا والعراق واليمن وغزة والآن في السودان، أو التغيير الديمغرافي للسكان السنة الأصليين في الدول التي احتلتها كالعراق وسوريا.

المقدمة

ارتبطت إيران بسوريا منذ تأسيس دولة إيران الإسلامية على يد الخميني عام 1979، وقد اعترفت بها سوريا كأوائل الدول العربية ودعمتها، لوجود اشتراك في المصالح السياسية والعقيدة بين النظام الحاكم في سوريا وإيران، واستمرت هذه العلاقة حتى عام 2011 حين وقعت ثورة الربيع العربي في سوريا. 

استغلت إيران الوضع بدعم شديد لنظام الأسد، للمحافظة على السلطة في يد موالييهم بدلًا من دخول حكام آخرين يوالون معسكر الغرب، وهو ما سيمثل تهديدًا عليهم وسيعطل من امتداد نفوذهم في الشرق الأوسط. 

لأجل ذلك سعت إيران بالتدخل في سوريا من جوانب عديدة، سواء سياسية أو اقتصادية أو دينية أو عسكرية، وفرضت على سوريا مليشياتها التي تجاوز عدد عناصرها المائة ألف، وحولت سوريا إلى معسكر آخر تستطيع أن تتحرك فيه برًا وسط الدول التي فرضت سيطرتها فيها كالعراق ولبنان. 

يناقش هذا البحث التواجد الإيراني داخل سوريا وانتشار القوات العسكرية التابعة لإيران، وأهداف إيران من تواجدها داخل سوريا من جميع المحاور السابقة. 

مشكلة البحث:

تعتبر سوريا بالنسبة إلى إيران بعدًا استراتيجيًا مهمًا لتوسع الدولة الإسلامية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، وكان لسقوطها في الفتن فرصة ذهبية لدخول إيران وبسط نفوذها بداخلها، مما أدى إلى مشاركة واسعة من إيران على جميع المحاور السياسة والاقتصادية والدينية والعسكرية داخل نطاق سوريا، وساهمت بشكل أساسي أيضًا في صمود نظام الأسد إلى هذا الوقت بسبب الدعم المهول له، ولا زالت حتى الآن تتواجد القوات الإيرانية داخل سوريا وتتمركز في مناطق مختلفة فيها، لذلك جاءت مشكلة البحث فيما يُمكن صياغته بـ: ما هي الطريقة التي تواجدت بها إيران داخل سوريا؟

أهمية البحث: 

يناقش البحث الأهداف والاستفادة التي استفادتها إيران من نشوب الحرب الأهلية داخل سوريا، وتحولها إلى معسكر يمكنها أن تصف قواتها فيه لتمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، مما يفرض نفوذًا أكبر لها على الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، ويوفر لها طريقًا آمنًا للعبور منها إلى العراق وسوريا ولبنان الذين يمثلون الهلال الشيعي أو البُعد الاستراتيجي الذي يصل نفوذ إيران إليه حتى منطقة البحر المتوسط. 

ولأجل توفير جميع أهدافها السياسة والاقتصادية والدينية تلك كان لا بد من فرض النفوذ العسكري على أرض الواقع داخل سوريا لتحويلها إلى منطقة تستطيع أن تستفيد منها على هذا النحو. 

وتأتي أهمية البحث من عدم توفر أبحاث تركز على تحديد المليشيات العسكرية الموجودة داخل سوريا التابعة لإيران، ومواطن نفوذها وسيطرتها ومراكز استقرارها، وعدد المليشيات و

منهج البحث: 

اعتمد هذا البحث على مزيج من المناهج الوصفية، التحليلية، التاريخية، والإحصائية. تم جمع البيانات والمعلومات من مصادر متنوعة، بما في ذلك المعلومات الإحصائية والتاريخية التي تم الحصول عليها باستخدام المنهج التاريخي والإحصائي. بعد جمع المعلومات، تم وصفها وتحليلها وفق المنهج الوصفي والتحليلي.

كما استند البحث إلى مصادر ذات صلة مباشرة وهامة، تشمل شخصيات ومصادر قريبة من القوى الإيرانية العاملة في سوريا، ما أضاف عمقاً وتوثيقاً للوقائع المدروسة. تم الاعتماد على تلك المصادر لفهم ديناميكيات التحالفات والعلاقات السياسية والعسكرية التي تربط القوى الإيرانية بالوضع الداخلي في سوريا.

 

خطة البحث:

المبحث الأول: خلفية حول التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية.

المبحث الثاني: أهداف إيران من التدخل في الثورة السورية.

المبحث الثالث: التواجد العسكري الإيراني داخل سوريا خلال الثورة السورية.

بإمكانكم متابعة الدراسة هنا :

التواجد الإيراني في سوريا

Exit mobile version